تبادل اعلاني

استغل نقاط ضعفك

استغل نقاط ضعفك 
اعد قائمة بنقاط ضعفك وقوتك كل فى ورقة منفصلة , وضع قائمة نقاط القوة فى مكان ما بحيث يمكنك
ان تراها مرة اخرى لانها ستجعلك تتقدم دائما .
والان انظر الى قائمة نقاط الضعف , وادرسها لبعض الوقت , ابق معها حتى لا تشعر بعيب ولا ذنب ,
ثم اسمح لها بان تتحول الى خصائص ممتعة بدلا من ان تكون صفات سلبية , واسال نفسك كيف يمكن
ان تستفيد من هذه الخصائص , وليس هذا هو ما تسال عنه عادة فيما يتعلق بنقاط ضعفك , ولكن هذا
السؤال هو بيت القصيد الذى اريد .
عندما كنت طفلا اتذكر اننى كنت اشاهد راقص طقطقة رائعا كان اسمه " بيج ليج بيتس" , وكان بيتس
قد فقد قدمه منذ وقت مبكر فى حياته , وهو الامر الذى قد يؤدى بمعظم الناس الى التخلى عن احلامهم
فى احتراف الرقص .
اما بالنسبه لبيتس ففقد قدمه لم يظل طويلا نقطة ضعفه , بل انه خول هذا الى نقطة قوة , فوضع حذاء
طقطقة فى اسفل دمه الصناعيه وبدأ يؤدى اسلوبا رائعا فى الرقص , وواضح انه اثناء تجارب الاداء كان
يقف بعيدا عن الراقصين الاخرين , ولكن لم يمر وقت طويل حتى حول ضعفه الى قوة .
وكان استاذ جمع التبرعات " ميشيل باسوف " قد بهر الؤسسات التنموة بتحويله للموظفين هولين الى
جامعى تبرعات ناجحين , وهو ايضا ممن يحبون نقاط ضعف الاخرين لانه يعرف انه بالامكان تحويلها الى
نقاط قوة , فلو انه يعمل مع سكرتيرة "خجوله" فى مكتب التنمية , فانه يحول هذه الشخصية الى احسن
مستمع فى الموظفين وسرعان ما يصبح المتبرعون غير قادرين على الانتظار للحديث مع هذه الشخصية
لانها تستمع لهم بالشكل الامثل وتجعلهم يشعرون باهميتهم البالغة .
وعندما اصبح "ارنولد شوارنزنجر" ممثلا محترفا كان لدية نقطة ضعف , وهى لكنته النمساوية الواضحة ,
ومع هذا لم يمض وقت طويل قبل ان يدمج ارنولد لكنته لتصبح من مكونات السحر فى شخصيته
السينمائية البطولية التى كانت تقوم على الحركة , وما كان من قبل نقطة ضعف اصبح نقطة قوة , فقد
اصبحت اللكنه من الاجزاء المميزة لشخصيته , وبدا الناس فى كل مكان يقلدونه .
19 مائة طريقة لتحفيز نفسك-ستيف تشاندلر 9
وكان من بين نقاط ضعفى فى وقت مبكر من حياتى هو صعوبة التحدث مع الناس , فلم يكن لدى اى
قدرة على التحدث والمحاورة , ولذلك اصبحت لدى عادة كتابة الرسائل والملاحظات , وبعد فترة
اصبحت متمرسا على هذا حتى تحول هذا الى نقطة قوة , ولكن لكتابة هذه الرسائل ورسائل الشكر
القصيرة الفضل فى خلق العديد من العلاقات التى ما كانت ستوجد لو اننى ركزت فقط على خجلى على
انه نقطة ضعف .
وانا لدى اربعة اطفال ولكننى لو ارزق باطفال الى ان وصلت الى الخامسه والثلاثين , لقد نظرت لنفسى
لفترة طويلة على اننى " اكبر من المعتاد" لان اكون ابا , وكنت قلقا بشان هذا , وتسائلت فيما اذا كان
ابنى او ابنتى سيستريحون مع اب كبير للغايه , ثم ادركت بعد ذلك انه لا داعى ان تكون هذه نقطة
ضعف , واخذت افكر فيما كنت عليه وانا فى الخامسه والعشرين , وكيف كان من الصعب على ان
اكون ابا مثاليا فى ذلك الوقت , وسرعان ما اخذت انظر الى نقطة الضعف على انها من اكبر نقاط
القوة .
وبعدها كنت يوما اشاهد فيلم "الحورية الصغيرة" مع اطفالى ورايت نفسى – على اننى الاب فى هذا
الفيلم – نشيط , قوى , حكيم , ذو شعر ابيض منساب , وكانت هذه هى الصورة المثلى , فانا الان
ارى عمرى على انه نقطة قوة كبرى فى تربية اطفالى , وكانت نقطة ضعفى الوحيدة , هى طريقتى فى
النظر الى عمرى
وليس هناك شىء فى قائمة نقاط الضعف لا يمكن تحويله الى نقطة قوة لو انك فكرت فيه بالقدر الكافى ,
والمشكله هى ان ضعفنا يحرجنا , ولكن الاحراج ليس تفكيرا واقعيا , وبمجرد ان نبدا حقا فى التفكير فى
نقاط ضعفنا , يصبح بالامكان تحويلها الى نقاط قوة وتظهر معها الامكانات الخلاقة

كاتب هذه المشاركة هو : Unknown10:14 م

رؤى عقلية ابّان اشتعال ثورة اللوتس


رؤى عقلية ابّان اشتعال ثورة اللوتس



قراءة عميقة للمشهد السياسى  يتطلب منا العدالة  فى الحكم على مشهد الثورة وآلياته ..
فلقد فرضت الثورة وفى هذا التوقيت تحديدا واقعا خلق مصالح متعارضة أوجبت غلق ذلك المشهد كأحجار الدومينو .. وسأبين لك قارئى كيف ؟؟

ان الثورة أية ثورة لها طموحات ثلاثة فلايمكن ان توصف ثورة بغير تحققها مجتمعة أولاها تغيير نظام قائم بكل أدواته وشخوصه وألياته  وثانيها وضع دستور جديد للبلاد وثالثها تشكيل محكمة للثورة.. وعلّمونا فى كليات الحقوق أن تلك أبجديات الثورات  وبدونها نكون أمام  أصوات احتجاجية .. مظاهرات .. مطالبات وهتافات وذلك مالايمكن قبوله فى وصف الثورة المصرية التى خرجت بالملايين وبكافة أطياف الشعب نخبته وعوامه .. وكذا علّمونا  أن هناك جريمة واحدة اذا أتم مرتكبها نشاطه المادى وتوافر لجواره الشق المعنوى  لم يُعاقب بينما يتم اعدامه ان فشل  وهى جريمة قلب نظام الحكم .. وهذا يعنى  انه لو اتفقنا أننا أمام مشهد ثورى  فانه حتما يتطلّب الوصول الى الثلاثة مطالب المذكورة حتى ينجح ولكن أن تنجح الثورة ويستمرالعمل بدستورالنظام المُثار عليه والتفاوض مع ذلك النظام فانه يُعد التفافا على مقاصد الثورة وأهدافها بُغية تقويضها لماذا ؟!...

لأن الاعتراف بدستور النظام المثار عليه  انما يعنى بقاء شرعية ذلك النظام لكونه الذى وضعه ليستقر من خلاله ويتحصن به وهذا يستوجب من أجل انجاح الثورة  عدم انهاء الوقفة الثورية وهبّة الجماهير وعدم العودة الى الثكنات  الا بتحقق اهدافها  بالاطاحة بالنظام وتنحية العواطف جانبا مهما حاول ان يستغل وتيرتها .. وهذا المنطق  له مايبرره  اذ كيف  يُسلّم الثوّار أنفسهم طواعية  لنظام انقضوا على شرعيّته.. وهنا لايمكنهم الوثوق به مهما كانت التعهدات .. وهذه هى أحكام الثورة دائما  وأحكام القاعدة الثورية القائلة : لاتجلسوه فقد وُلد على قدميه..

وحتى نتأكد من صحة هذا المنطق علينا أن نراجع كل ثورات العالم وهل فاوض الثوّارالأنظمة المُثار عليها؟! .. وهل عادوا  وبقيت الأنظمة ؟؟! وكيف تمت تنحية العواطف منها وحكّموا العقل بالكلية كى يتلاشوا حيل الأنظمة وألاعيبها كالثورة البلشفية فى روسيا والثورة الفرنسية  وثورة 1952 المصرية وهل أبقت الأخيرة على الملك وهل فاوضته  وهل تراخى الملك وراوغ وتاجر بدماء الشعب  بحجج الوطنية والتاريخ الجهادى ؟؟!!

وان كان النظام يستغل كل تلك العواطف فلم قد غابت عنه طيلة الثلاثين عاما  المنصرمة ؟؟!! أم هى  محض خطط تكتيكية ينصبها أعوانه من ترزية القوانين  واللذين لازال يحتفظ بهم فى طليعة مشهده السياسى حتى الأن مستفزا بذلك شعبه والثوّار؟؟!

 هذا هو مفهوم الثورة ومصالح الثوّار... ثن نأتى لمطالب أى ثورة لتكون عنوانا لنجاحها من دستور جديد للبلاد ومحكمة تشكل للفاسدين فى النظام البائد ..

ويعنى دستور ثورة ببساطة انما زبحا لدستور نظام مُثار عليه وكان سببا رئيسيا لاندلاع تلك الثورة .. فلايمكن بالبداهة الحفاظ على دستور أعده النظام المُثار عليه بعد نجاح الثورة واستبانة مقاصدها
وكذا تعنى محكمة الثورة  انشاء محكمة  لكل أليّات النظام السابق وما حقق من مكاسب شخصية وغنائم مسروقة من استحقاقات هذا الشعب طوال فترة حكمه  والفساد والعبث بحقوق البلاد ومُقدرات العباد.. ومن ثم  كان انشاؤها امرا حتميا  والا لما كانت ثورة بالمعنى الدقيق للكلمة ... هذه هى اذا مصالح الثوّار ..

على الجانب الأخر  هناك مصالح اخرى لايمكن انكارها او الالتفات عنها  وذلك تطبيقا لعدالة فى الحكم واستقراء جيد للاوضاع السياسية .. تلك المصالح تتعارض مع الثورة لأجل مصالح وأجندات خاصة ولكنها لايمكن محوها من المشهد السياسى بالكليّة فهى لازالت تمثل واقعا سياسيا  يستحق المناقشة لانها من الممكن أن تساهم فى تقويض تلك الثورة  أوالانقضاض عليها ألا وهى :

1/النظام المُثار عليه : ذلك النظام الذى يحاول ابقاء ألياته وتقويض مبتغى الثورة واجهاضه  وبالكلية افشالها لذا يحرص كل الحرص فى حال  نجاح الثورة الافلات من  المحاكمة والملاحقة القضائية  بل وبالكلية عدم افضاح أمر فساده ومُفسديه  ... ولكن كيف ينجح فى تحقيق تلك المعادلة ؟؟!! وحتى ينال هذا لابد وأن نفرق بين ثلاث حالات :

 الحالة الأولى حال نجاح الثورة والذى يتحقق مبتغاه الذى اشرنا  بأحد أمرين  الأول  مايُسمى بالانتقال السلمى للسلطة  بما يعنى  بقائه فترة محددة  يتولى خلالها  تسليم السلطة  وسط بقاء ألياته وأدواته وشخوص نظامه الى نظام اخر  يرتضيه هو وسيدعمه حتما  ويضمن ولاءه له ومن ثم يتلاشى  محاسبته وملاحقته ومقاضاته ان خرج من السلطة 

والحالة الثانية  بالانقلاب العسكرى وهنا  يتفق النظام  وعسكره فى الجيش على اجراء تمثيلية انقلابية  بموجبها ينقض الجيش على السلطة  ويضمن من خلال ذلك النظام عدم الملاحقة له كذلك  وهذا الخيار تكتيكى بالضرورة

والحالة الثالثة ان استطاع النظام وقوّض الثورة  وأفشلها من بعد الالتفاف عليها من خلال التفاوض واقناع الثوّار  بالعودة لثكناتهم  لتعود اليه سيطرته على الشارع مرة اخرى  فسيصل البطش منتهاه  ويتم فرض الأمر الواقع بقسوة أشد من الحادثة فى الافسادة الأولى  بأدوات الترهيب والبطش  ليحكم ماشاء ان يحكم وتموت الثورة ومن ثم يكون مبتغاه قد تحقق هذا هو باختصار مصلحة النظام المُثار عليه

2/ مصلحة الأحزاب الشرعية  : وهى تلك الأحزاب الديكورية  والتى خلقها النظام  ليستكمل بها مظهره الديموقراطى  دونما فاعلية منها تذكر فى الحياة السياسية  ولم نسمع بها الا على ترانيم الثورة وتراتيلها دونما  شكل منها أو مضمون .. وهى فى هذا السبيل  لاتستقر رؤاها لكنها تقامر دائما على الحصان الأسود الأقوى من بين المتسابقين  فتمسك العصا من المنتصف فلاهى حصّلت ولاهى وصّلت  فنراها يقوى خطابها السياسى أحيانا وتترهل لغتها السياسية أحيانا اخرى ثم تبهت  لتخرج من المشهد السياسى دونما دعم شعبى كسبته أاو ثقة من الثوار غنمتها بينما النظام لاينظر اليها الما كما كان ينظر دائما.... مجرد كروت  يلعب بموجبها البوكر ثم يلقيها خلفه ليأتى بها ان شاء ووقتما يُريد... فهى دائما تحت الطلب  ومن ثم اتضحت مصلحتها  ومجّها  الشعب وثوّاره لأنهم هم الذين فتحوا مجالات التفاوض مع نظام فقد شرعيته ليضيعوا فواتير الثوار من دماء وقتلى ويبررون مسلكهم التفاوضى بأن  ميدان التحرير معروف طريقه لذا على الثوّارالعودة واذا لم يتحقق مايوعدون به فليعودوا اليه ثانية ... ونقول لهم  لقد كانت الفاتورة  باهظة الثمن فمن على استعداد منكم أن يؤدى تكاليفها ثانية أم الفقراء يموتون دائما والأغنياء يضعون أكاليل الغار.. لذلك لفظهم الثوّار بمصالحهم  وان كانوا غير مؤثرين فى المشهد السياسى من بعد التفاوض..
3/ مصلحة الاستراتيجيات : و الاستراتيجيات وهى المصالح الدولية مع الدولة واعتباراتها ألا وهى مصالح الغرب وأمريكا تحديدا وهذه مسألة غاية فى الأهمية ولايمكن تجاهلها.. ولقد قالوا عنها ان ودّعت الاستراتيجية فلن تدعك الاستراتيجية ..

ان مصلحة الامريكان تقتضى  الحفاظ على نظام مخلص ومتناغم مع سياستها  غير مناوىء لها  كالنظام المُثار عليه  والذى ظل أكثر من ربع قرن  حليفا استراتيجيا  بالمفهوم الدقيق للكلمة ولكن لابد له من توافق شعبى  عليه استكمالا لمشهد ديمقراطية الظاهر  التى تطالب دائما  وتدعو اليه  وهى لايهمها الشعوب بل مصالحها بالكلية وان  وضعت السم  فى خلايا العسل .. فان فقد النظام هذا الدعم الشعبى حقق مصالحها نظام أخر  موال لها  لا مناوىء  يحافظ على المصالح الغربية  والاسرائيلية  العليا ..

ودراسة  متعمقة  للمشهد السياسى المصرى أمر يُحقق لها هذا القصد وحتى تصل  لقرار سياسى  يحقق مصالحها .. ومن ثم كان تباطؤ القرار الامريكى ورؤيته يُعزى الى هذه الدراسة المتأنية المستفيضة خاصة ومصر دولة محورية غاية فى الأهمية لكل الاستراتيجيات العالمية
ولكن فوران الشارع المصرى وسُرعة ايقاع الثورة أفقد الأمريكان توازنهم  مما دفعهم للارتباك لعدم اكتمال الرؤية .. فهل النظام لازال قويا ام الشارع والثوار هم الأقوى وعلى ذلك الايقاع رقصت الرؤى الأمريكية ومن ثم تعليقات ادارة أوباما.. فمرة  تُساعد النظام  ضمنيا وعلى استحياء  وبعبارات دبلوماسية هادئة وأخرى  تطالب بالانتقال السلمى  للسلطة بالمضمون الخبيث للعبارة.. وهذا يؤكد عدم  قراءتها  للمشهد جيّدا  خاصة وقد كشفت الثورة  عوار جهاز السى أى ايه الذى لم يتنبأ بها ولا بثورة تونس من قبل..

وخلاصة القول فى المصلحة الغربية هو انتقال السلطة  لنظام يقتفى أثر النظام المُثار عليه ويلقى الدعم الشعبى  حوله  وكان ضمن  استقراءاتها كرجل للمرحلة السيد عمر سليمان  لكنه  كارت سياسى حرقه النظام  باظهاره على المشهد السياسى فى توقيت  وفى ظروف لم يخدمانه  وقد كان يُكن الشعب له  حبا ايّما حب وانتماءا أيما انتماء انطلاقا من احترام الشعب وحبه للمؤسسة العسكرية وللرجل تحديدا الذى ظل لُغزا  وكيانا قويا أمام الشعب وكأعظم رجل استخباراتى فى العالم يستأهل به القيادة .. ولكن حرقه النظام..

لم يعد أمام الغرب الا الأخوان المسلمين  أولئك السلفيين  وغيرهم من القوى الراديكالية  تلك القوى التى تخرجها الادارة الأمريكية من حساباتها لمواقفها من  كامب ديفيد وكأنهم صورة مكربنة من  نظام الملالى فى ايران  فى  تصورهم  بينما الصنفان الأخيران :

 فالأول يُمثله البرادعى  بما استحوز من رضاء امريكى استأهل عليه سلفا جائزة نوبل للسلام  تلك الجائزة التى تشاطرها السادات وبيجين من قبل  وكانت تنظر اليه كنظام بديل يستحق اعداده ولكن البرادعى  بات يلعب بورقة الاخوان على الطاولة وهذا ماأخرجه من اللعبة حسب الرؤية الأمريكية وان كان  فى توجهه العلمانى  يُلاقى قبولا شعبيا لابأس به
والصنف الثانى  ويمثلهما  شطران  :

أحدهما أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى  وكذلك الليبرالى أيمن نور  وكلاهما وان كان لهما قبول شعبى وانما استطاع النظام  تغييب الأول عن المشهد المصرى فترة طويلة بترشيحه  كأمين عام للجامعة العربية فضعفت كلمته  خاصة وانه يتعامل مع دول ذات سيادة فخفضت نبرته الحادة وخطابه القوى والذى كان يعهده فيه رجل الشارع فاستحالت قوته ضعفا وبات الشعب ينظر اليه كأحد رجال النظام من قبل توليه منصبه الدولى  خاصة وقد تحاشى الاصطدام مع النظام طوال تلك الفترات وظل محافظا على لحمة العلاقة معه ولم يُبد رغبة فى تغييره  وترشيح نفسه كما فعل اليرادعى الذى افصح عن ذاته رغم  كون النظام قد قلده قلادة النيل من قبل بما قتله سياسيا بينما نال الاخير ثقة الشعب  والتفافه والثانى أقصاه النظام سلفا فى مشهد دراماتيكى وقد كان هو الأثير لدى الشعب من قبل فبات مُطالبا كغيره بالتغيير لا  لاعبا رئيسيا يبتغى المنافسة.. ومن ثم لم  تأبه بهما  الرؤية الأمريكية

الشطر الثانى ويُمثله دكتور زويل العالم المصرى والمستشار العلمى للرئيس أوباما فأنه يحظى بدعم الأمريكان دعما على استحياء كى لايثيروا حفيظة المصريين عليه  ويحوز الرجل على احترام المصريين قاطبة  وهذا هو بيت القصيد لديهم ولدينا ..

فلا ريب يهمنا قيادة  لاتعادى الاستراتيجيات  وتصادق الشعب بالكلية  ولاتستعديه وهناك من يقول ان قيادة مصر  يمكن أن تأتى بغير رضى الاستراتيجيات  مثل الغرب وأمريكا نقول له  هناك من فقهاء السياسة وشيوخها الكثير من أقر بضرورة رضاء الاستراتيجيّات عن القيادة  والا  لفقدنا الكثير فى لحظة واحدة .. وأكرر .. لفقدنا الكثير فى لحظة واحدة .. ومن ثم يلزم فى تصورى أن تكون القيادة القادمة مقبولة داخليا وخارجيّا.. وانى لأرى فى زويل نقلة نوعية من قيادة العسكر الى النظام المدنى بالمعنى الدقيق للكلمة

أما باقى الاحزاب  من ليبراليين أوراديكاليين أو سلفيين فلا أتوقع تواجدا  قويا  على الاطلاق  الا من بعد قدوم نظام جديد  تتبلور خلاله رؤاهم  وكياناتهم ولكن من قبله فالمشهد عنهم منحسر..
وباستقراء هذه المصالح الثلاثة  مجتمعة  ومطابقتها مع المشهد السياسى المصرى  نجد ثلاثة أمور :

الأول / ثوّار لن يتراجعوا  عن الميدان حتى الموت بعزيمة واصرار  ولهم أدواتهم ودعم شعبى لهم خاصة وأن النظام  لازال يُبقى  على رموزه  المُستفزّة بصورته السياسية

الثانى /نظام لن يرحل  الا بخيار من أحد خيارين لانتقال السلطة  اما بالانقلاب التكتيكى عليه كما ذكرنا  أو بتسليم الجيش ادوات السلطة  بعد مرور مدة رئاسته فى سبتمبر  ويُعزّزه فى ذلك أدوات دستورية صاغها وباحكام ترزية ماهرين يمتنع على غير الرئيس بموجبها فض الأمر وهذا ما وضع الجميع فى اشكالية لايجاد الحل ولكن  المشكلة توجد دائما وتتلاشى حسب نظرتنا للثورة ذاتها هل هى كذلك أم لا فان اتفقنا على وصفها ثورة فلن ينال مافعله الترزية الدستوريين من أهداف الثورة برحيل النظام فورا  ولكن ان لم نحسبها كذلك فلا مجال لحل الأمر دستوريا الا كما قالوا وشرحوا وطبّلوا..

الثالث / استراتيجيّات خارجية  لايمكنها فرض الأمر  الواقع سواء على أحد أقطاب المشهد السياسى  من نظام لازال قائم وان فقد فى نظرى شرعيّته  أوثوّار  لن يتراجعوا عما عزموا عليه  ورؤوا بوادر مكاسبهم السياسية قد هلّت وتحققت.. وكذا لايمكنها استغلال  مشهد الشتات  هذا وتنقضّ على البلاد كما فعلت بالعراق  وافغانستان  لما لمصر والمصريين من طبيعة خاصة  يتحولون عند الخطرالمحدق جسدا واحدا وهذا ماتعلمه الادارة الامريكية جيّدا والا ماكانت لتتأخر عن التهام الفريسة حتى الان ولن تقدر ما حياها الله وحيينا نحن..

وفى نظرى  أنه لانهاية  للمشهد السياسى  الا بقرار وطنى  من الرئيس مبارك الذى لن يمكنه استعمال الجيش لفرض حل عسكرى فلقد علم مسبقا أن الحلول الأمنية مع هذه الكثافات العددية لا تثمن ولاتغنى وان كانت تحيل الدولة الى دمار  وتشعل نار الانتقام والثورة  وهذا ماأؤكد أنه لن يفعله ولا الجيش سيفعله هو الأخر .. لذلك أطالب مجددا الرئيس مبارك بماله من حس وطنى لازال حتى الان يملكه حفاظا على الأمة ومقدراتها  ومن بقية باقية من حب لشعب لازال يُقر به وبتاريخ عسكرى ووطنى لا يُنكره ..أن يتخذ قرارا أكبر من الأشخاص والأفراد يعلو به قيمة الوطن  ويعلو هو كذلك بما له فى قلوبنا من مكانة  وحب واجلال وبما للتاريخ من حق محاسبته..  وان لم يفعل فهى الجريمة السلبية فى حق الأمة والشعب والوطن ذاته.. كما يصفها القانون الجنائى بمن ير قتيلا أمامه ويتركه حتى يموت.. وان حدث ذلك فلا خلاص للمشهد الا بتدخل قادة الجيش لقول كلمتهم الفصل بتنحيته وفرض فترة انتقالية من ستة اشهر الى سنة يتم خلالها اعداد دستور للبلاد يُسمى دستور الثورة  واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حُرّة  يُشرف عليها بحيادية تامة  لينتقل الوطن بعدها نقلة نوعية ومدنية والا  لاستحال تاريخهم أمام شعب يقدر دورهم الوطنى من الحفاظ عليه ومصالح البلد العليا الى دور قزمى هو حماية دكتاتور بمعنى الكلمة  يرتهن حال البلاد  بارادته  ..ذلك هو الدور الذى يوده الدكتاتور له  بينما الشعب  لايتمنى للجيش ان ينزلق الى هذا المنزلق الخطير

اعود واكرر للجيش ان  الحاكم  لايهمه الا نفسه بينما الشعب فهو السيد والحاكم الفعلى ولا ولن يقف كائنا من كان امام ارادة هذا الشعب الذى ارهب كل دول العالم وخاصة دولة الجوار اللدود بثورته تلك وبجبروت عزيمته  والتى ضرب فيها أسمى معانى الصبر والجلد والتماسك امام دكتاتور لم يأتى التاريخ بمثله حتى الان..

انه رجل لازال يعتصم  بتاريخه العسكرى الذى لم ينازعه فيه أحد والذى اراه الان محل نظر اذا وجد معه فى الصورة تواريخ قادة عظام  كالشاذلى وعبد الغنى الجمسى وأحمد اسماعيل ومن قبل هذا وذاك الجنود المصريين.. اللهم ان لم يفعل الجيش ذلك فسوف يُحاسبه الشعب والتاريخ على مأوصل البلاد والعباد.. وهنا لن يكون امام الجيش ألا الحفاظ على  مصداقيته و شعبه  وليس كما فعلت الشرطة وفقدت تلك المصداقية فى يوم عيدها الوطنى .. فالجيش كان دائما وسيظل زخرا  للشعب لاعليه..


مقال :اشرف اسماعيل المحامى بالنقض‏

كاتب هذه المشاركة هو : Unknown11:01 ص

توضئوا بدمى وصلُّوا من أجل الوطن


توضئوا بدمى  وصلُّوا من أجل الوطن


لحظات الانهزام هى لحظات الاستسلام ..هى لحظات البُكاء والناس نيام ..
لحظات الانتحار..هى لحظات الانكسار..هى لحظات الانفطار..هى لحظات الانشطار ..من قبل حدوث الانتصار. عند رحيل العتمة وقت بزوغ النهار ..
بمذاقات الليمون هى دموع الأوطان .. وقت تداعى الأحزان .. عند ضياع المعالم .. للشوارع .. للمدارس .. للصحارى حتى الشُطأن
بمذاقات الحنظل هى لحظات الهزيمة .. وانكسارات الوطن الأليمة.. عند شعور الشعب المغبون. وخلجات  الحُر المسجون  ..
شعرنا بلذعة ليمونك ياوطنى ..  يوم موتك يا سعد .. ويوم انكسار يونيو.. يوم تنحيك ياناصر كما ويوم وفاتك .. يوم مقتل السادات ..كما ويوم الجمل ابّان ثورة يناير .. وقد قتلوا فيك أمنك وأضاعوا منا أماننا .. 
شعرنا بمرارة حنظلك ياوطنى ..يوم فُُقدان سيناء المعجونة بدماء الشُهداء ..ويوم الصُلح المُبرمُ بعناق الأعداء ..
لاننسى لحظات سعاداتك أو حتى أنين عذاباتك..من بين ضجيج وسكات أو بين حياة وممات.
لاننسى النيل الممتد من منابت رؤوسنا حتى أخامص أقدامنا.
لاننسى غروب الشمس على صفحات نيلك.. ولا المراكب حين تتراقصُ من شدو مواويــلك.
لاننسى روائع ثُوّراتك ولا عظـيم حضاراتـك.. لاننسى فضائل علمــائك ولا ابداع أدبائك. 
لاننسى مشهدك المهيب .. ما بين هلال وصليب.. 
لاننسى قصائدك وألحانك .. أوالسعادة بين أحضانك.. ولا حتى البكاءات عند أشجانك ..
تاريخك ياوطنى هو تاريخى ..  هو لحظات سعاداتى وتباريحى .. ترتسم بداخلنا .. بقسماتك ومُقدساتك.. بسكناتك وثوراتك....بهزائمك وانتصاراتك..بدعواتك وصلواتك.. ترتسم بصدورنا .. منذ نعومة أظفارنا .. وحتى أوقات مشيبنا ..
الوطن ياسادة .. هو المدارس والكنائس والمساجد  والصحارى ..هو الشوارع والكبارى ..هو المتاحف والتماثيل العظيمة ..هو الزوايا والحوارى والبنايات القديمة ..هو الدموع والبسمات.. هو الهموم والضحكات .. هو ماتمازج بدمائك .. كى تفتديه بأبنائك .. هو الذى يسطر بشريانك حدوده وأنهاره ..شموسه واقماره.. هو ماتوحّد فيك  فصرت فيه وصار فيك .. كما وابنك وأبيك   .. صنوان لاينفصمان .. هو نخوة الفداء التى تعتريك ..  وصرخة الشهيد التى  تكتويك  .. هو الاحتواء .. هوالافتداء.. هو الاقتداء بسير الشُهداء .
ان مفردات العشق ياسادة .. تتمايز بين الأحبة والأقرباء .. وبين الأباء أو الأبناء .. بينما عشق الوطن ..  فيجمع بين كل هؤلاء ..
هو الرعشة التى تنتابك عند لقاء حبيبك .. هو الوجع الذى  يؤلمك بأهات وليدك .. هو الدمع الذى يُلجمُك عند رحيل أمك وأبيك .. وهو الضياع  الذى يُصيبك .. اذا مافقدت دارك وذويك ..
الوطن يسكن فيك .. فترتسم حدوده  وشطأنه .. وجباله وجدرانه .. بداخل شريانك ووريدك ..
الوطن لايعرف قيمته ياسادة الا من فقد بلاده ..
الوطن قد افتداه الأجداد .. ليفتديه الأهل من الأحفاد .. هو وجع الجريح .. ونزيف دم الشهيد الذبيح..
الوطن هو لوعة الأسير .. ودوى هتافات التحرير ..
هو التاريخ المحسوب .. وكلام الرب غير المكتوب .. ورباط السماء المُقدس من غير ذنوب..
( واذا بالصمتُ يعُمُ المكان .. فقد صمت الفتى ) !!
نعم صمت الفتى .. عساه قد تذكر ألاماً منسيّة  .. من بعد هدير مشاعره الوطنية.. بينما دمعه فقد راح يسّاقط   من عينيه .. ويرتعد جسده من رأسه حتى قدميه  ..فسألته : لم  كان صمتّك .. ولم قد كان دمعُك ..؟
قال :ان وطنى يارفيقى ..  هو تلك الجنة البواح ..  أراه اليوم هو مُستباح ..
ان وطنى ياصديقى .. بات صراع الأحقاد من بعد عظيم الأمجاد ..
ان وطنى  ياعزيزى.. كما الأسد الجريح يزأر.. بينما من جراحه راح يجأر.. وما طعنهُ الا أبناءه وقد شمّتُوا فينا أعداءه ..
اعتدنا بقوة الوطن .. تُساعدنا .. تُعاضدُنا ..تُزيل الخوف بداخلنا .. هو اليوم يُنادينا.. يُحرضُ نخوتنا فينا .. لنفتديه بالعزيز الأكرم .. من روحنا  وعقلنا .. ومن بنين .. ومن دم .. فاذا الشهادة كانت ..أقرب من يداى ومن فمى ..
فسألته مُتعجباً : أو قُلت أنك أُستُشهدت ؟
قال : نعم ..
قلت : كيف ذاك وأنت تحاورنى ..تُعزينى .. تُسرّينى .. تمنحنى سلاحك بيمينى ..
فسألنى :أولم تُصدق أنى مرسومُ بوجدانك .. ومنقوش حتى بكيانك..
قلت : انما  أراك أمامى تُحاورنى .. تُسامرُنى .. ولألامى تُشاطرُنى ..
قال : لست أنا.. انما أنا ضميرُك ..ولكى توقن .. مرر كفيك على وجهى.. عساك تُلامسُ بُنيانى ..
مرّرتُها .. لكنها .. لم تلمس شيئاً يهدينى .. وهُنا أيقنت أن من يخاطبنى هوالشهيد  بخاطرى..
هو التاريخ بناظرى..هو الفدائى وقت الانفجار..هو المُناضل وقت الانكسار..هو الثُوّارالطامحون لطلوع النهار .. وقد راح يؤرقنى . راح يؤججنى .. راح يُعذبُنى .. بل راح يُخيرنى ..مابين قبرى وبين كفنى...
فهتفت كما المُنادى للصلاة : أن توضئوا بدمى  وصلُّوا من أجل الوطن ..


مقال :اشرف اسماعيل المحامى بالنقض‏

كاتب هذه المشاركة هو : Unknown8:33 ص