تبادل اعلاني

رُفعت الأقلام وجفّت الصُحف



ظن القلم أن الورقة جثة هامدة يروح عليها ويتيه  وتظل هى ممدودة بلا حراك .. لاتنطق .. .. لاتغضب.. ولاتثور
يكتب القلم مايكتب  وتترجم الورقة نقاط أحباره لتنقلها لقارئها بلا تدخل منها ولا تعليق
يهلل القلم للاشتراكية  ..الورقة لاتغضب.. يصفق للرأسمالية والورقة لاتنطق
يخلط الدين بالسياسة .. فلا تأبه.. يكفر بالعقيدة أو يعتنق  فلا تكترث
بل ينحر العقيدة احيانا فلا تعلق.. يثرثر ان شاء بلا معنى  ولاتحزن .. بل تدعو له بطول الحياة ولنفسها أن تظل له ممدودة
فجأة تمردت الورقة.. انتفضت .. ثارت ... هاجت .. صرخت فى وجهه .. قف اليوم يومى  لابد وأن أتكلم  وعليك أن تصغى
كلمات قطعت الصمت ..أرهفت السمع لأجلها
مرحا بحديث  لم يعهده التاريخ بعد  بين أداتى ترجمة الفكر .. الورقة والقلم  وحوار بينهما
قالت الورقة لم لم تسألنى يوما عن رأيى فيما تخط ؟
 فأجابها القلم لتوه لم لم تثورى كثورتك اليوم فلربما  انتبهت؟
طأطأت الورقة رأسها مشيرة نحوى قائلة له: ولم لم يثر ثالثنا على ماقلته  وترجمته اليه؟
نظر القلم تجاهى متسائلا لم لم تثر ؟!
قلت اليهما فى حسرة : قد يظل القلم قائما وتظل الورقة ممدودة  ويظل الفكر بلا جدوى
قالت الورقة : صدقت ..وأردفت:
سيان ياصاحبى أن تكتب أو لاتكتب مادمت وأنت تكتب تشعر بأنك لاتكتب بيد أن هناك من لايكتب وليس يكتب غيره
وسيان يارفيقى ان تقول او لاتقول مادمت وأنت تقول تشعر بانك لاتقول بيد أن هناك من لايقول وليس يقول غيره
                                              رُفعت الأقلام وجفّت الصحف

اشرف اسماعيل المحامى بالنقض‏